هو وحده المعصوم فاستمعوا له ... و دعوا سواه فإننا خطّاء
رابعا : الصدق في إتباع النبي (صلّى الله عليه و سلّم) و إتباع نهجه و سيرته و التشبه به في كل شئ روي أن ابن عمر رضي الله عنه كان يسير يوما بدابته , فخفض رأسه فسأل في ذلك فقال : رأيت رسول الله (صلّى الله عليه و سلّم) مر من هنا ,و كان ها هنا غصن شجرة , فخفض النبي (صلّى الله عليه و سلّم) رأسه , فخفضت رأسي إقتداء بالنبي (صلّى الله عليه و سلّم) و في حديث آخر " عن أبي أيوب الأنصاري قال: كان رسول الله (صلّى الله عليه و سلّم) إذا أتي بطعام أكل منه ، وبعث بفضله إلي ، وإنه بعث إلي يوما بقصعة لم يأكل منها لأن فيها ثوما ، فسألته: أحرام هو ؟ قال: " لا ، ولكن أكرهه من أجل ريحه , قال: فإني أكره ما كرهت(5)" فانظر إلى الصدق في الإتباع و الإقتداء , أما اليوم فنرى شبابنا قد اتبعوا اليهود و النصارى و الغرب و تشبهوا بهم في المأكل و المشرب و الملبس و في قصة الشعر أيضا , حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلوه , و هجروا سنة نبيهم (صلّى الله عليه و سلّم) و تركوها , فإلى الله نشكوا حالنا .
خامسا : الصلاة على النبي (صلّى الله عليه و سلّم) متى ما ذكر عندنا , لحديث رسول الله (صلّى الله عليه و سلّم) " البخيل من ذكرت عنده فلم يصل عليّ(6)" و قوله (صلّى الله عليه و سلّم) " من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشرا (7) " ولا شك أن لهذا فضل عظيم , و هو من أعظم علامات المحبة , ثم إن الصلاة على النبي (صلّى الله عليه و سلّم) من أعظم أسباب شفاعة النبي (صلّى الله عليه و سلّم) يوم القيامة , و من منّا غني عن شفاعة النبي (صلّى الله عليه و سلّم) .
سادسا : نشر سنته و دعوته (صلّى الله عليه و سلّم) في كل مكان , و تعريف الناس من هو رسول الله (صلّى الله عليه و سلّم) , و نشر سيرته و نهجه بشتّى الوسائل المشروعة , و تطبيق سنته و شريعته على أنفسنا و أهلينا , و التحلي بأخلاقه .
وفي نهاية كلمتي أسأل الله سبحانه و تعالى أن يبلغ سلامنا لنبينا (صلّى الله عليه و سلّم) , و أن يسقينا من يده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدا و أن يجمعنا مع النبي (صلّى الله عليه و سلّم) في الفردوس الأعلى و أن يرحم ضعفنا و يتولى أمرنا إنّه ولي ذلك و القادر عليه .
و صلّي اللهم على نبينا محمد و على آله وصحبه أجمعين .
(1) صحيح : صحيح الجامع الصغير وفي سنن أبي داوود
حدثنا أحمد بن صالح ، ثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن جابر قال
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: " من لكعب بن الأشرف فإِنه قد آذى اللّه ورسوله ؟ " فقام محمد بن مسلمة فقال: أنا يا رسول اللّه ، أتحب أن أقتله ؟ قال: " نعم " قال: فأذن لي أن أقول شيئاً ، قال: " نعم قل " فأتاه فقال: إن هذا الرجل قد سألنا الصدقة وقد عنَّانا ( عنانا: شق علينا وأجهدنا ) ، فقال: وأيضاً لتملنه ، قال: اتبعناه فنحن نكره أن ندعه حتى ننظر إلى أي شىء يصير أمره ، وقد أردنا أن تسلفنا وسقاً أو وسقين ، قال كعب: أيّ شىء ترهنونِّي ؟ قال: وما تريد منا ؟ قال: نساءكم ، قالوا: سبحان اللّه أننت أجمل العرب نرهنك نساءنا فيكون ذلك عاراً علينا ، قال: فترهنوني أولادكم ، قالوا: سبحان اللّه يُسبُّ ابن أحدنا فيقال: رهنت بوسقٍ أو وسقين ، قالوا: نرهنك اللأمة ؟ يريد السلاح ، قال: نعم ، فلما أتاه ناداه فخرج إليه وهو متطيِّب ينضخ رأسه ، فلما أن جلس إليه وقد كان جاء بنفر ثلاثة أو أربعة فذكروا له ، قال: عندي فلانة وهي أعطر نساء الناس ، قال: تأذن لي فأشمَّ ؟ قال: نعم ، فأدخل يده في رأسه فشمَّه قال: أعود ؟ قال: نعم ، فأدخل يده في رأسه ، فلما استمكن منه قال: دونكم ، فضربوه حتى قتلوه " , وللحديث روايات أخرى .
(2) صحيح : سنن ابن ماجة
(3) صحيح : صحيح الجامع الصغير
(4) صحيح : سنن ابن ماجة
(5) صحيح : صحيح مسلم , مشكاة المصابيح
(6) صحيح : سنن الترمذي ، إرواء الغليل
والحديث ورد بألفاظ و روايات عديدة منها "رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي" و "من ذكرت عنده ، فنسي الصلاة علي ؛ خطىء به طريق الجنة " وفي حديث آخر يقول (صلّى الله عليه و سلّم) " أتاني جبريل فقال: يا محمد ! من أدرك أحد والديه فمات فدخل النار فأبعده الله قل: آمين فقلت: آمين قال: يا محمد من أدرك شهر رمضان فمات فلم يغفر له فأدخل النار فأبعده الله قل: آمين فقلت: آمين قال: و من ذكرت عنده فلم يصل عليك فمات فدخل النار فأبعده الله قل: آمين فقلت: آمين .
(7) صحيح : رواه أبو داوود و هناك رواية لمسلم " إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل الله لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة " و هناك روايات أخرى في السلسلة الصحيحة " أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة ، فمن صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا " و رواية أخري " من صلى علي مرة ، كتب الله له بها عشر حسنات" و رواية أخري " من صلى علي من أمتي صلاة مخلصا من قلبه صلى الله عليه بها عشر صلوات ورفعه بها عشر درجات وكتب له بها عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات " .