المهدي المنتظر

المهدي المنتظر

كتبهامجاهد مصري - (تامر ابوعميرة) ، في 20 يناير 2007 الساعة: 13:53 م

المهدي المنتظر

موضوع المهدي المنتظر موضوع كبير وشائك

والاحاديث التي وردت به تصل الى حد التواتر

وذلك مع وجود إختلافات في بعض الروايات سواء عن اسمه واسم ابيه وعن نسبه وغيرها

فهناك مثلاً الحديث الذي يذكر ان المهدي من اهل البيت

فقد فهمه البعض ان المهدي من ابناء الحسن او الحسين احفاد الرسول صلى الله عليه وسلم

ولنذكر هنا واقعه…

عندما إقترح سلمان الفارسي رضي الله عنه على الرسول صلى الله عليه وسلم حفر الخندق ولاقت الفكره استحسان وقبول الرسول عليه الصلاة والسلام واصحابه الكرام

عندها قال المهاجرون سلمان منا نحن المهاجرين

وقال الانصار سلمان منا نحن الانصار

فقال الرسول عليه صلوات الله وسلامه سلمان منا اهل البيت

فهذا قول الرسول الكريم ومن المعروف ان سلمان لم يكن على قرابه بالرسول صلى الله عليه وسلم ولم يكن من اهل البيت من الاساس ولكن لأنه قام بعمل جليل فتكريماً له جعله الرسول صلى الله عليه وسلم من اهل البيت

فهل منا بعد هذا القول من يستطيع ان ينكر ان سلمان الفارسي رضي الله عنه من اهل البيت؟

وإذا كان سلمان الفارسي واحد من عشرات بل مئات الصحابه الاجلاء رضي الله عنهم الذين قاموا باعمال جليله … فهل الإمام المهدي المنتظر لا يستحق من رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ان يضمه لاهل البيت كما ضم سلمان الفارسي؟؟

الموضوع فيه إختلافات لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى

فها هو الدكتور الكبير مصطفى محمود من اكثر من تحدثوا في كتبهم ومقالاتهم عن المهدي المنتظر فتوجهت اليه وسألته عن المهدي فقال((لا يعلم بموضوع المهدي احد وكل الكلام الذي قيل عنه مشكوك فيه ))

اي ان كل الاحاديث التي ذكرت المهدي لم ترقى لمستوى الصحه المطلوب رغم انها من كثرتها بلغت حد يقارب التواتر

ومن ناحيه اخرى لقد ذكر الله تعالى المهدي في القرأن الكريم في اوائل سوره الإسراء ذكره الله تعالى بصفته لا بإسمه فقال تعالى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم (( وقضينا الى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الارض مرتين ولتعلن علواً كبيرافإذا جاء وعد اولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا اولي بأس شديدفجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولاً ثم رددنا لكم الكرة عليهم وامددناكم باموال وبنين وجعلناكم اكثر نفيراً إن احسنتم احسنتم لاانفسكم وإن اسأتم فلها فإذا جاء وعد الاخره ليسؤا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مره وليتبروا ما علواتتبيراً )) صدق الله العظيم

فانظروا الى عظمة الله عز وجل في اياته وتحقيق ما بشر به

ففي المرة الاولى يقول عز من قائل فجاسوا خلال الديار ومعناها ساروا بين المنازل وقتلوكم وهنا المعنى واضح ان القتل بالسيف لان العباد ساروا بين المنازل وكان هذا قبل الإسلام ثم يقول تعالى ( ثم رددنا لكم الكرة عليهم) اي اظهر الله تعالى بني إسرائيل على العباد الاخرين ثم يقول ( وامددناكم باموال وبنين ) اي انه يحدد هنا انه امد بني إسرائيل باموال وبنين ولكنه لم يقل انهم هم الاكثر في الاموال والبنين ولكن من الممكن ان يكون العباد الاخرين هم الاكثر فيهما ثم يقول تعالى (وجعلناكم اكثر نفيراً) ومن المعلوم ان النفير هو الصوت

اي ان صوت بني إسرائيل سيكون هو الاكثر رغم انهم هم الاقل عددا والاقل مالاً وسبحان الله وهل هناك في العالم الان اعلى صوتاً من الإعلام الصهيوني في كل انحاء الارض ؟

فعلا صدقت يا رحمن يا رحيم هم الان اقل عدداً واقل مالاً مع انك كما قلت ووعدت امددتهم باموال وبنين ولكن لحكمتك سبحانك جعلتهم الاقل كما جعلتهم اكثر نفيراً واعلى صوتاً

ثم يقول لهم الله تعالى (إن احسنتم احسنتم لأنفسكم وإن اسأتم فلها )

وهو سبحانه يعلم بعلمه وحكمته انهم سيسيؤن فهنا توعدهم ربهم انهم عندما يعلون العلو الاخر والفساد الكبير…..

ويبشرنا ربنا قائلاً

(فإذا جاء وعد الاخره ليسئو وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مره وليتبروا ما علوا تتبيرا)

من هم يا رب …. انهم كما يقول تعالى العباد المؤمنين الذين يبعثهم الله على بني إسرائيل في المره الاخره

البشرى

فبعد ان اخبرنا ربنا تبارك وتعالى باننا سنسؤ وجوههم وهو كمن يمسك الرجل من قدميه ويجره على وجهه في التراب وهو كنايه عن الإذلال

بشرنا ربنا اننا سندخل المسجد مره اخرى كما دخلناه اول مره

فسبحانك يا الله يا رب العالمين ولك الحمد في كل وقت وحين

اوهناك افضل من هذه البشرى القرأنيه العظيمه

لا تقلقوا سندخل المسجد فقد اذن الله وحكم

والبشرى الاخيره في هذه الايات الكريمه هي قوله تعالى

(وليتبروا ما علوا تتبيرا)

التتبير لغة هو الدك

يتبر الحصون تتبيراً

اي يدكها دكاً

فعندما يبشرنا ربنا تبارك وتعالى باننا سنتبر ما على بني إسرائيل تتبيراً

يعني اننا سندك ما بنوا من حصون وقلاع وابراج وغيرها دكاً

اليس ذلك بتبشير من الله تعالى منذ اكثر من الف واربعمائه عام بصناعة الطائرات والمدافع التي سنقوم بها بدك حصونهم فالدك يختلف عن الهدم فالهدم يكون من اسفل الشيء ولكن الدك هو هدم الشيء من اعلى الى اسفل حتى يتساوا بالارض

فسبحان الله الذي وهبنا قرأنه الكريم العظيم الذي فعلا وحقاً وصدقاً قال عنه (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) وصدقت يا رب العالمين يا ارحم الراحمين

فسبحانك بشرتنا بأشياء وقت نزول القرأن كان لا يمكن ان يتخيلها عقل

ونعود الى موضوع المهدي

فإن المؤمنين الذين سيبعثهم الله تعالى على بني إسرائيل وسيفتح القدس على ايديهم مره اخرى وسيدكوا ما علا بنو اسرائيل دكاً هم طبعاً رجال مؤمنون صدقوا ما عاهدوا الله عليه فسيمن الله عليهم بإيمانهم بأن يفتح المسجد على يديهم

وهؤلاء المؤمنون لابد لهم من قائد يقودهم الى النصر بإذن الله ويجب ان يكون هذا القائد قائداً ورعاً تقياً لكي يلتف حوله الجنود ويهبه الله تعالى الفتح على يديه وهذه اشياء منطقيه يقبل بها العقل..

نحن كمؤمنين ومسلمين نسمي هذا الرجل باسم ( المهدي ) لان الله سيهديه ويهدي به ويصلح به ويفتح على يديه

فالمهدي ليس نبياً ولا رسولاً

المهدي بشر يهده الله ويهدي به ويصلحه ويفتح على يديه

وقد اخبرتنا السنه الطاهره بعض صفاته

ولان الكثيرين في القرون الماضيه طمعوا في ان يكونون مكانه

فقد ادخل كثيراً منهم تعديلات كذباً وزوراً على احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لكي تنطبق عليهم هذه الاحاديث فلذلك نحن كمؤمنين نصدق احاديث المهدي فيما وردت به من صفات عامه ولا نأخذ بما اوردته من صفات خاصه مثل اسمه واسم ابيه ووصف شكله واشياء من هذا القبيل



والصفات العامه التي جائت في الاحاديث هي

انه شاب يفتح الله عليه يلي امر المسلمين ولا يعرف حينها انه المهدي يحتثي المال حثياً لا يعده عداً كنايه عن كثرة الخير في عصره يأتي في زمن يكثر فيه الظلم والجوار فيملاء الارض عدلا وقسطاً

يرضى عنه سكان الارض والسماء يأتيه رجل يقول له يا مهدي اعطني مما اعطاك الله فيقول له المهدي خذ ويملاء له الاحمال وذلك لان في عهده يقل السائلين او يكادوا ينعدموا لكثره الخير الوفير فهو يكون في شوق لاخراج صدقه فيسعد اخيراً ان جائه سائل

ولن يعرف احد المهدي انه المهدي ولن يعرف المهدي نفسه انه المهدي إلا بعد تحقق امر غايه في الاهميه

وهو إسترداده للمسجد الاقصى

فبعده يتأكد هو انه المهدي ويتأكد الناس انه المهدي

وقد سمي المهدي بالمنتظر لأننا ننتظره بفارغ الصبر والشوق واللهفة ولان الله يهديه ويهدي به

وهناك بعض الاحاديث تؤكد ان الله يهديه في ليلة

اما حكم التواكل على انتظار المهدي المنتظر فهو باطل

فعلى كل منا السعي كما امره الله تعالى وعدم انتظار المعجزات

والمهدي سيأتي في موعده الذي قدره له الله تبارك وتعالى

ولو تخيلنا اننا تخلينا عن اعمالنا وعن السعي للنهضه انتظاراً للمهدي المنتظر

فكيف سيأتي المهدي وقتئذ ؟

المهدي قائد من المسلمين لا يعرف هو نفسه انه المهدي الا بعد تحقق وقائع معينه تقدم ذكرها

فكيف اذا تواكلنا ستتحقق هذه الوقائع؟

لو انتظرنا تحقيقها فلن تتحقق وحدها

اذا لابد ان نسعى نحن لتحقيقها

وحين تتحقق ان شاء الله سنعلم وقتها ان الذي تحققت على يديه هو المهدي

واذا كانت حجة من يقولون اننا تواكلنا بسبب المهدي اذا فانتظار المهدي خرافه

فارد عليهم قائلا ان تبشير الله تبارك وتعالى بمبعوثين من عنده سواء اكانوا انبياء او غير انبياء وارد ومتحقق منذ ايام سيدنا ابراهيم عليه السلام

فكيف بالله عليكم علم فرعون ان بني اسرائيل سيولد فيهم طفل سيكون هلاك فرعون وزوال ملكه على يديه؟

الا يدل ذلك على انها الاثار التي تركها سيدنا يوسف عليه السلام؟

والم يبشر بمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة وفي الانجيل؟

وما حكم من كذب البشرى بمحمد صلى الله عليه وسلم وقال ان الله لن يبعث احداً

اليسوا هم الكافرون والعياذ بالله؟

لم نسمع يوما ان بني اسرائيل ايام كانوا يملكون التوراة الحقيقية قبل التحريف او المسيحيون من اتباع المسيح عليه السلام الذين وجدوا قبل تحريف الانجيل لم نسمع عن احدهم يوما تهكم على ما جاء من بشارات بمولد محمد صلى الله عليه وسلم ابداً

لم نسمع ان احدهم قال اننا سنهلك اذا تواكلنا على انتظار رسول جديد سيأتينا مبعوثاً من السماء

ولكنهم امنوا واتبعوا ما انزل اليهم من ربهم

وفي نفس الوقت اجتهدوا وعملوا في سبيل الله ما طلبه الله تعالى منهم

حتى جاء من بعدهم من قاموا زورا وبهتاناً بتحريف التوراة والانجيل لمحو اي اثر يبشر بمولد سيد الخلق اجمعين محمد صلى الله عليه وسلم

وهؤلاء الذين حرفوا نزل القرأن فيهم متوعدا بالويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم ويقولون هو من عند الله

وكل من اتبعهم وكذب برسالة محمد صلى الله عليه وسلم ولم يصدقه ولم يتبعه اصبحوا هم الكافرون

واننا نستعيذ بالله تعالى من ان نكون من امثالهم ونكذب ما جائنا من عند ربنا بالحق وذكره الله في القرأن بصفته وذكره رسول الله في كثير كثير من الاحاديث التي تصل بسبب كثرتها الى حد التواتر بشخصه وصفاته ولقبه وهو

المهدي المنتظر

وخلاصة القول اننا يجب علينا ان نصدق ان المهدي حق

ويجب علينا الا ننتظر نزول المهدي بل نسعى ونعمل لكي نستحق ان يكون بيننا المهدي .

مشكور وجزاك الله خير